الصح والغلط


- اتربينا كلنا وكلنا تربيتنا كويسه .. بس مش كلنا اتربينا زي بعض .. وأقدر كمان أقول ان مفيش حد تربيته أحسن من التاني -يعني ممكن يكون في حالات استثناء-
الفكرة ان مش كلنا عندنا نفس المبادئ ونفس الحدود، حدودك مش زي حدود غيرك.
يعني واحده صاحبتي منقبه بس مش ملتزمه في الصلاة ومش بتصوم إثنين وخميس مثلا .. واحدة تانية طيبة وكريمة ولبسها كويس بس مش بتصلي .. واحدة ثالثة عادي بتلبس بناطيل وقصير بس بتصلي ...
وحالات تانية كتير من ناس نعرفها أو منعرفهاش .. اللي لازم نعرفه اننا لازم نبطل ننقد بعض ونعلق لبعض المشانق .. كلنا فينا عيوب وكلنا بنغلط .. اه غلط عن غلط يفرق بس مش إحنا اللي هنحاسب بعض .. ده دور ربنا سبحانه وتعالي!

- طول عمري عندي مشكله مع أهلي وبالأخص أمي .. المشكلة أساسها خوفهم الزايد عليا .. ده بالنسبه ليهم صح، بس بالنسبالي غلط وفرق معايا في حاجات كتير يمكن كان زماني في حته ومكانه تانيه غير اللي أنا فيها - إرادة وإختيار ربنا - الحمد لله.
الشهر اللي فات اتفرجت علي حلقة أحمد مكي مع مني الشاذلي ومن كلامه علي ابنه والكلمه اللي عادها في الأغنية الأخيرة بتاعته، انه نفسه ابنه يبقي جمبه يوم مماته، خلتني أفهم مشاعر أهلي، وبالأخص أمي كانت دايماً تقولي الجملة دي لما أقولها إني عاوزه أسافر أو حتي مش عاوزه أتجوز جمبهم .. مكنتش بفهمها وخصوصاً إن أمي من الشخصيات الجامده لما كانت تقولي عاوزه اما أموت تبقي قريبه مكنتش فعلاً بفهم أو بحس بكلامها ده، مؤخراً بدأت أفهم مش عارفة ازاي بس بقيت متقبلة وراضية قعدتي جمبهم حتي لو ده جاي علياً وعلي مستقبلي، بحاول أتأقلم علي الوضع ده .. وربنا يكتب الخير!

- بما إن أمي شخصيتها جامدة وبما إني بنت وحيدة اتربيت دايماً علي الجمود في كل حاجة، قليل لما حاجة بتأثر فيا، كانت دايماً أمي تقولي ان قلبي جامد، وده بالنسبة لأمي وأبويا كان الصح انهم يربوني اني ابقي جامدة، لدرجة إن أنا نفسي صدقت اني مبحسش، مفيش حاجة بتأثر فيا، بس عرفت واتعلمت ان كل ده كان قشرة - قوقعة زي ما أكتر من واحدة قالتهالي 🙂- محاوطة نفسي بيها مدارية علي شخصيتي الحقيقة، الشخصية الحساسة الرقيقة الهشة .. كنت في فترة من الفترات مش حاسة اني بنت زي كل البنات، حتي معاملتي مع الأطفال كان فيها شدة غريبه .. مبدأتش أحس احساس الأمومة غير لما اقتنيت قطي العزيز اللي فعلاً وحشني جداً .. ادربت فيه علي الاعتناء، اد ايه كنت بزعل لما يتعب وده طبعاً خرج حاجات أنا مكنتش عارفه انها فيا، وبدأت أحس كمان مشاعر الأمومة مع بعض الأطفال من حوالي أربع سنين، مش كده وبس الجمود اللي قبل كده معاهم عرفت انه مكنش حقيقي لأن كان في أطفال كتير كنت بلعب معاهم في أوقات معينة بس لأن الأوقات دي مكنتش كتير فكنت بنساها وبستسلم لكوني شخصية جامدة.

بعد كل ده اللي اتعلمته واللي لازم نتعلمة هو الصح والغلط بالنسبالنا مش هم الصح والغلط بالنسبة لغيرنا - لكن الحلال بيّن والحرام بين - وبنا اني كنت دايماً بقول مفيش حاجة اسمها صح وغلط في حلال وحرام فممكن نرجع لباقي الآية - وبينهما أشياء متشابهات لا يعرفها كثيراً من الناس - ممكن نعبر الأشياء اللي في النص دي هي الصح والغلط ومش كل الناس عارفاها وبالتالي كل واحد بيحدد بناء علي قناعاته وعلمه والبيئة اللي عايش فيها .. فنسيب نفسنا ونسيب الناس في حالها ونشتغل علي نفسنا علشان نوصل لأعلي درجات العلم والفقة - ربنا يحبنا علشان يفقهنا في دينه يارب 🤲


إرسال تعليق

0 تعليقات